افتراء السيد كمال الحيدري على السيد الخوئي في مسألة ولاية الفقيه في القضاء

ادَّعى السيد كمال الحيدري في إحدى حلقات برنامج (مطارحات في العقيدة) بعنوان (مشروع المرجعية الدينية وآفاق المستقبل) أنَّ السيد الخوئي قدس سره لا يرى الولاية للفقيه إلا في الفتوى، واستنتج من ذلك أنَّ السيد الخوئي قدس سره لا يروى دوراً للفقيه في زمن الغيبة الكبرى إلا في كتابة رسالة عملية فقط.

قام السيد كمال الحيدري بعرض (كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى) للسيد الخوئي وفيه أن الولاية للفقيه في أمرين: نفوذ قضائه، وحجِّيَّة فتواه، فعلَّق السيد الحيدري قائلاً : يعني الرسالة العملية، وإذا قضى بين متخاصمين ينفذ.

ثم عرض كتاب (مستند العروة الوثقى، كتاب الصوم، ج2، ص88) وادَّعى أن السيد الخوئي ينفي منصب القضاء عن العلماء، فاستنتج أن السيد الخوئي يرى انحصار دور الفقيه في الرسالة العملية.

هذا ما قاله السيد كمال الحيدري : "الاتجاه الأول وهو الاتجاه الذي دققوا فيما أقول، الاتجاه الذي يعتقد أنه لا يوجد دور للمراجع الدينية في عصر الغيبة الكبرى إلا أن يصدروا رسالة عملية ليس لهم أي دور آخر. كل دورهم يتلخص في الرسالة العملية، فإذا أصدروا رسالة عملية فقد انتهى دورهم، تقول واقعاً يوجد هكذا اتجاه، أقول نعم وسأقرأ لكم وسأقرأ لكم من أعلام معاصرين لا من أعلام متقدمين. أشير إلى بعض كلماتهم.
هذه كلمات سيدنا الأستاذ وأنا درست عند هذا السيد الكبير السيد الخوئي (قدس سره) الذي هو من أعلام بل يُعد من كبار أعلام مدرسة أهل البيت في العقود الأخيرة، ولعل أكثر المراجع الحاليين هم من تلامذته، (التنقيح في شرح العروة الوثقى, تقريراً لبحث آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي، تقريرات الميرزا علي الغروي التبريزي) الذي أنا أيضاً درست عند السيد الخوئي ودرست أيضاً عند المقرر الميرزا علي الغروي التبريزي أيضاً حضرة عنده مدة، (في التنقيح, ج1, ص424) يريد أن يبين دور بالضبط دور علماء الدين والمراجع الدينية في عصر الغيبة الكبرى, يقول: [إن الولاية لم تثبت للفقيه في عصر الغيبة بدليل] يعني لا يوجد أي دليل أن الفقيه له ولاية في عصر الغيبة, [وإنما هي مختصة بالنبي والأئمة عليهم السلام] إذن ما هو دورك سيدنا [قال: بل الثابت حسبما تستفاد من الروايات أمران] ما هما؟ [نفوذ قضائه وحجية فتواه] يعني الرسالة العملية، وإذا قضى بين متخاصمين ينفذ، واضح. هذا يقوله في التنقيح.
عندما نأتي إلى كتاب (مستند العروة الوثقى) ولذا قلت البحث بمقدار ما تخصصي، (مستند العروة الوثقى، كتاب الصوم، ج2، ص88) يقول: [وملخص الكلام أن إعطاء الإمام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت] حتى القضاء لم يثبت، إذن ينحصر دوره في الفتوى، انتهى يعني ماذا؟ يعني يكتب رسالة عملية. عنده دور آخر؟ أبداً لا يوجد له أي دور آخر". 

  • النص مكتوبًا من الموقع: 
http://alhaydari.com/ar/2012/12/45460/
  • الملف المرئي:
https://www.youtube.com/watch?v=DXzrnXcU68s
ومورد الشاهد من 10:32 إلى 13:40

أقول: هل صدق السيد كمال الحيدري في دعواه أنَّ السيد الخوئي قدس سره ينفي منصب القضاء عن العلماء، أو أنه بَتَرَ كلام السيد الخوئي ونَسَبَ إليه رأياً مخالفاً لما قاله؟؟؟ 

سنعرض الوثيقة من كتاب (مستند العروة الوثقى) للسيد الخوئي، وسنُلَوِّنُ النص كاملاً مع وضع خط أحمر تحت الكلام الذي بَتَرَه السيد الحيدري: 

قال السيد كمال الحيدري: "عندما نأتي إلى كتاب (مستند العروة الوثقى) ولذا قلت البحث بمقدار ما تخصصي, (مستند العروة الوثقى, كتاب الصوم, ج2, ص88) يقول: [وملخص الكلام أن إعطاء الإمام منصب القضاء للعلماء أو لغيرهم لم يثبت] حتى القضاء لم يثبت, إذن ينحصر دوره في الفتوى, انتهى يعني ماذا؟ يعني يكتب رسالة عملية. عنده دور آخر؟ أبداً لا يوجد له أي دور آخر".

مستند العروة الوثقى للسيد الخوئي، كتاب الصوم، ج2، ص88




النتيجة: أنَّ السيد كمال الحيدري بَتَرَ كلام السيد الخوئي (قدس سره) ونَسَبَ إليه نفي منصب القضاء، بينما نجد أنَّ السيد الخوئي يُثبتُ منصب القضاء للفقهاء. وهذا كذب واضح!!



ملحق:


صورة كلام الحيدري في موقعه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالة الأولى للحيدري بعدما أثاره حول المراجع

تصريح للقرطبي عن الأربعين لدى الإمامية

الرسالة الثانية للحيدري.. وهي بعد حلقة (مشروع المرجعية الدينية)