ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في القرآن

📝 قال الشيخ السلفي محمد الأمين الشنقيطي في كتابه (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج٣ ص٤٠٥-٤٠٦، ط. دار عالم الفوائد - مكة المكرمة) : 

"وقال الشافعي أيضاً : ليست تنزل بأحدٍ في الدين نازلةٌ إلا في كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها.
فإن قيل: من الأحكام ما ثبت ابتداء بالسنة؟
قلنا: ذلك مأخوذ من كتاب الله في الحقيقة؛ لأن كتاب الله أوجب علينا اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وفرض علينا الأخذ بقوله.
وقال الشافعي مرةً بمكة: سلوني عمَّا شئتم، أخبركم عنه من كتاب الله. فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزنبور؟
فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)
وحدثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن خراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اقتدوا باللَّذَيْنِ من بعدي أبي بكر وعمر".
وحدَّثنا سفيان، عن مسعر بن كدام، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب: أنه أَمَرَ بقتلِ المُحرِم الزنبور"(١). انتهى

في هذا النقل نصٌّ من الشافعي على أن القرآن قد دلَّ على حكم قتل المحرم الزنبور، مع أننا لا نجد آية واحدة تعرَّضت لهذا الحكم!
وقد استدل الشافعي على قوله بهذه الخطوات :

١- قال الله تعالى في كتابه : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا).
فالقرآن دلَّنا على اتِّباع الرسول صلى الله عليه وآله.

٢- عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال (حسب زعمهم) : "اقتدوا باللَّذَيْنِ من بعدي أبي بكر وعمر".
والنبي صلى الله عليه وآله أمر باتِّباع عمر بن الخطاب (حسب زعمهم).

٣- عمر بن الخطاب أمر بقتل المُحرِم الزنبور.

فالشافعي يعتبر ما صدر من عمر حكماً قرآنياً بالبيان المتقدِّم.

وطبقاً لهذا الاستدلال الذي استدلَّ به الشافعي وأقرَّه الشنقيطي، نقول :

إنَّ القرآن الكريم قد دلَّ على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

فإن سألَنا سائل : وكيف دلَّ القرآن الكريم على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟

قلنا : هذا هو الدليل من القرآن الكريم :

١- قال الله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ).
فالقرآن نصَّ على ولاية النبي صلى الله عليه وآله على سائر المؤمنين وأنه أولى بهم من أنفسهم.

٢- والنبيُّ صلى الله عليه وآله أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : "أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟"
قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: "من كنتُ مولاه فهذا مولاه"(٢).

النتيجة : أن القرآن الكريم قد دَلَّ على ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بنفس الاستدلال الذي زعم الشافعي فيه أن القرآن دَلَّ على حكم قتل المحرم الزنبور.


__________________________
(١) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ج٣ ص٤٠٥-٤٠٦، الناشر: دار عالم الفوائد - مكة المكرمة.
(٢) مسند أحمد ج٣٢ ص٥٥-٥٦، رقم الحديث ١٩٣٠٢، الناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت.
فضائل الصحابة ج٢ ص٨٤٩، رقم الحديث ١١٦٧، الناشر: دار ابن الجوزي - الدمام - المملكة العربية السعودية.
صحيح ابن حبان ج٤ ص١٩٤-١٩٥، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة قطر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الرسالة الأولى للحيدري بعدما أثاره حول المراجع

تصريح للقرطبي عن الأربعين لدى الإمامية

الرسالة الثانية للحيدري.. وهي بعد حلقة (مشروع المرجعية الدينية)